يشكّل تاريخ باريس جزءًا لا يتجزأ من تطوّر الفنّ والأناقة في العالم. في هذا السياق، كانت دار “كارتييه”واحدةً من العلامات التجارية البارزة وفاتحةً لثورة الحداثة والإبداع التي أضاءت سماء باريس ببريقها وأسهمت في تغيير مسار الموضة والأناقة .
برز دور كارتييه في معرض “باريس الحديثة 1905-1925” في متحف البيتي باليه ليسلّط الضوء على تأثيرها في فترة زمنية مليئة بالإثارة والإبتكار. وتجلّى هذا الدور من خلال اختيار المنظمين قطعاً فنيَةً مبتكرةً وفريدةً تمثّلت كشريكاً رئيسيَاً ومساهماً بارزاً في تحديد وتشكيل الأناقة و الموضة في باريس.
تاج كارتييه الأيقوني طراز الآرت ديكو، عام 1914. تتميز هذه القطعة بشجرة أونيكس مزخرفة، مع براعم تتدفق بتموج على خلفية من الألماس، مزينة بأحد عشر لؤلؤة. شوهدت آخر مرة في معرض كارتييه في باريس 2013-2014
هذه البروشات من مجموعة كارتييه، تمثل كلتاهما قوس النصر، صُنعت في عام 1919 للتأكيد على هذه الفترة من السلام. أمّا بروش 1925 من كارتييه المرصع بالألماس هو قطعة فريدة من نوعها تتميز بالأناقة والفخامة. تم تصميم هذه البروش بأناقة فائقة ودقة متناهية ليبرز جمال ولمعان الألماس بشكل مذهل. يتميز البروش بتركيبة متقنة من الألماس اللامعة التي تتلألأ ببريقها الساحر، مما يضفي لمسة من السحر والجاذبية على القطعة. تعتبر هذه البروشة إحدى أعمال كارتييه الفنية الفريدة التي تعبّر عن التراث الثقافي والجمالي للدار في تلك الفترة الزمنية الفريدة. حاليًا، يتم عرضهما في “باريس الحديثة 1905 – 1925” كشهادة على الدور الريادي للدار في تطوير الجماليات الحديثة في العاصمة الفرنسية.
قطعة فريدة من نوعها من دار كارتييه التي تعود إلى العام 1925. تمّ تصميمها بأناقة وابتكار لتجسد جمال وفخامة العصر الجديد في تلك الفترة. يتميّز حامل السجائر هذا بتصميم يجمع بين الأناقة الفرنسية الكلاسيكية والفن الشرقي المتقن.
تمثّل القطعة رأس تنين يتمحور حوله السيجارة، ممّا يمنحها مظهرًا فريدًا وغير تقليدي. تفاصيل التصميم متقنة للغاية، حيث صُنعت من الذهب بعناية لتجسيد حركة الثعبان مع تفاصيل واقعية ومذهلة ورصّعت بالألماس.
يتميّز سوار كارتييه 1922 بالفخامة والأناقة اللافتة. صُمّم بدقة فائقة من الذهب عيار 18 قيراطاً والألماس اللاّمع ليجسّد جمال العصر الذهبي للمجوهرات والأناقة الكلاسيكية لدار كارتييه في ذلك الوقت.
تعبّر هذه القطعة الإستثنائية عن التقاليد الفنية والحرفية الرفيعة التي كانت تميّز دار كارتييه في تلك الفترة الزمنية الرائعة. إنها ليست مجرد قطعة مجوهرات، بل هي تحفة فنيّة وأثريّة تلخّص تاريخ وتراث الحرفية الفرنسية العظيمة.
العشرينات المتوحشة – المعروفة باسم “ليه أنيه فول” في فرنسا – كانت فترة إبداع خصبة للدار، حيث تميزت إبداعات كارتييه بتناغم الألوان الجريئة و الأنماط البصرية والملمسيات التي أسرت خيال الباريسيين. تعرض هذه القطع الإبداعية، بين غيرها، في معرض “باريس الحديثة 1905 – 1925” في متحف البيتي باليه. فمن التيار الفني “آرت ديكو” إلى روح البهجة والنصر بعد الحرب الكبيرة، كانت قطع كارتييه تحكي قصة باريس الحديثة بأسلوب مذهل ومميّز.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاركة كارتييه كراعٍ للمعرض تعكس التزامها الدائم بدعم الفن والثقافة، ورغبتها في تعزيز التفاهم والتبادل الثقافي في مجتمعنا.
في الختام، تبقى كارتييه رمزًا للأناقة والفخامة والحداثة في عالم المجوهرات عبر إستمرار إرثها الفني في إلهام الأجيال القادمة وتحديد معالم الأناقة في العصور الحديثة.