في ليلةٍ ساحرة على سواحل البحر الأحمر، استُهلّ مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة بمشهد متلألئ من الأضواء، ليس فقط لما يعرض على الشاشة، بل لما يزيّن صدور النجمات ويديهّن من مجوهرات تأسر الأنظار. في هذه الأمسية، خطفن مرام علي، نيللي كريم، ورزان جمال، أنفاس الحضور بمزيج من الفن والإبداع، حيث كانت المجوهرات صديقتهن المضيئة التي تُكمل حكاية الفستان وتروي قصة الذوق والهوية.
إشراقة مرام علي: الأخضر الملكي وتشوكر الألماس

تألّقت مرام علي بإطلالةٍ أخّاذة بفستانٍ أخضر فاتن ، يُبرز ملامحها برومانسيةٍ راقية. وفي وسط هذه اللوحة الخضراء، اختارت قطعة مجوهرات ملفتة تُجسّد التوازن المثالي بين الجرأة والفخامة: تشوكرٌ براق بالكامل من Iram Jewelry، مصنوع من الذهب الأبيض ومرصّع بالألماس بأناقة فائقة.

هذا التشوكر عبارة عن حزام رقبة ضيق يحتضن العنق، لكنه في الوقت ذاته يسطع كقلادة مرصعة، حيث غُطّي بسلسلة صغيرة من حجر الألماس اللامع، ما منحه لمسة بصرية قوية تلتقط الضوء عند كل حركة. إنه توازنٌ ذكي بين الفخامة والتكامل مع الفستان، إذ لم يُخلِ من الجرأة بل أنعش الإطلالة بدهشة مشرقة.
نيللي كريم: عبق التاريخ في لمسة معاصرة

صنعت نيللي كريم موقفًا جماليًا مؤثرًا، حين اختارت طقمًا متكاملاً من مجوهرات عزّة فهمي، العلامة التي تجمع بين الأصالة والحرفية. هذا الطقم ضم عقدًا ضخمًا، أقراطًا، سوارًا وخاتمًا، جميعها من الذهب الأصفر عيار 18 قيراط، مزدان بنقوش يدوية دقيقة تعكس روح مصر القديمة وتُعيدها إلى الحياة بتوقيع عصري.
ما يميز مجوهرات عزّة فهمي هو أن كل قطعة تُعدّ كأنما هي قصيدة تُنقش باليد، تُمزج فيها الرموز التراثية – من الزخارف الفرعونية إلى النقوش القبطية أو الخط العربي – بحدود جمالية تليق بالمرأة المعاصرة. العلامة نفسها تُعرف بأنها تحفظ تقنيات الصناع القديمة، وتتجاوز كونها مجرد دار مجوهرات لتصبح مؤسسة تُعبّر عن الهوية الفنية المصرية.

أثبتت هذه الإطلالة أن الذوق الرفيع لا يُقاس بوفرة الألوان أو تفصيلات مبالغ فيها، بل بأن القطع تختارها المرأة لتروي جزءًا من ذوقها وفكرها، فتبدو نيللي وكأنها تحمل إرثًا في عنقها ومعصمها.
رزان جمال: بزخ هندسي وسط تألقٍ لامع

في حين اختارت رزان جمال نهجًا فنيًّا وحديثًا، فقد ارتدت عقدًا وأقراطًا من الذهب الأبيض ومرصعة بالألماس، بتقطيع هندسي يلتقط الضوء بطرق تكاد تكون مسرحية. القطع ذات الزوايا الحادة والتداخلات المستقيمة جعلت البريق يتكاثر كأنما أضواء المسرح ترتد من سطح الذهب.

غالبًا ما يعتمد التصميم الهندسي على التناظر والخطوط الواضحة، ما يمنح المجوهرات قوة بصرية وتماسكًا مع أي فستان بسيط أو مُزين. في حالة رزان، لم يكن التحدي في البريق وحده، بل في جعل القطع تتفاعل بانسجام مع الإضاءة القوية للسجادة الحمراء، فتبدو أقراطها عند حركة رأسها وكأنها نجوم صغيرة تحلق حول وجهها، والعقد يتماوج كأنه يدور بطيف من الضوء الفضي. بذلك، نجحت رزان في أن تجعل من مجوهراتها كورالًا بصريًا، لا كزينة تافهة بل كشريك فعّال في الإطلالة، يملك شخصيته ويُكمل الحكاية.
ختاماً، في مهرجان الجونة بدورته الثامنة، لم تكن النجوم وحدها من تألّق، بل تألّقت قصصهن التي ارتدتُها في شكل ذهب وألماس. مرام علي اختارت التشوكر ليحوّل عنقها إلى محور الزمان، ونيللي كريم ارتدت تراث مصر في قطعةٍ واحدة تنسج التاريخ بالحاضر، ورزان جمال أطلقت البريق في هندسة الضوء والصمت. هنا على تلك السجادة، لم تُعرض الأفلام وحدها، بل عُرضت أفنان من الإبداع تُكتب على الجلد والذهب. المجوهرات أمام جمهور، ليست فقط لتُرى، بل لتُقرأ، فتعكس ذوق النجمات على مرمى أشعة الضوء، فتظل الصور حفيلة بلمعان لا يُمحى، ويبقى البريق رفيق السجادة الحمراء شاهدًا على ليلةٍ صنعت فيها المرأة مجدها بقطع صغيرة من الضوء.