في خطوة غير متوقعة، أعلنت شركة رولكس السويسرية الرائدة في صناعة الساعات الفاخرة، عن استحواذها على متجر Bucherer للساعات المستعملة، والذي يعد أحد أكبر متاجر الساعات المستعملة في العالم، والذي يقع في مدينة جنيف السويسرية، هذا وقد أثارت هذه الصفقة العديد من التساؤلات حول أهداف رولكس من وراء هذه الخطوة، هل تسعى الشركة لدخول سوق الساعات المستعملة؟ أم أنها تريد تعزيز سيطرتها على سوق الساعات الفاخرة بشكل عام؟ وأيضًا كيف سيؤثر هذا الاستحواذ على العلامة التجارية Carl F. Bucherer – وشبكة Bucherer التي تضم أكثر من 100 متجر حول العالم.
رولكس تفاجئ محبي الساعات الفاخرة باقتناء بوشيرير
أعلنت شركة رولكس، المصنعة الرائدة للساعات الفاخرة عن استحواذها على شركة Bucherer، أكبر شركة لبيع الساعات في العالم، وهو ما يمثل خطوة استراتيجية بارزة بالنسبة لشركة Rolex، إذ يهدف إلى تعزيز مكانتها الاستثنائية في صناعة الساعات وتوسيع نطاقها الجغرافي.
فشركة Bucherer التي تأسست في عام 1888 في لوسيرن، سويسرا، على يد كارل بوشيرر، هي الآن واحدة من أكبر بائعي الساعات بالتجزئة في العالم، حيث تمتلك أكثر من 100 متجر في 30 دولة، ومن خلال هذا الاستحواذ، ستتمكن Rolex من الاستفادة من تواجدها القوي في سوق البيع بالتجزئة وتوسيع شبكة متاجرها على مستوى العالم.
تجمع هذه الخطوة بين اثنتين من أبرز العلامات التجارية في عالم صناعة الساعات الفاخرة، فشركة رولكس التي تأسست عام 1905 في جنيف بسويسرا على يد هانز ويلزدورف، يعود تاريخها الغني إلى أكثر من قرن من الزمان، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تعزيز التميز والابتكار في هذا القطاع الهام، وبالتالي، فإن عشاق الساعات الفاخرة ينتظرون بفارغ الصبر رؤية المزيد من الإنجازات والمفاجآت المذهلة من هاتين الشركتين العريقتين في المستقبل.
ولم يكشف الطرفان حتى الآن عن قيمة الصفقة التي يعتقد أنها تتجاوز مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع إتمامها في الربع الأول من عام 2024، من خلال استحواذها على متجر بوشرير للساعات المستعملة، وهو أكبر متاجر التجزئة للساعات المستعملة في العالم في هذا المجال، ستتمكن رولكس من الوصول إلى نطاق أوسع من العملاء الذين يحبون الساعات الفاخرة، بما في ذلك أولئك الذين يبحثون عن الساعات الفاخرة المستعملة بأسعار معقولة، كما سيمنحها ميزة تنافسية أخرى وهي القدرة على توفير الساعات المستعملة عالية الجودة مع ضمانات الجودة والصيانة، كما ستساعدها هذه الصفقة على تعزيز تواجدها في السوق الرقمية، حيث تمتلك Bucherer موقعًا إلكترونيًا ناجحًا.
هذا وتسعى شركة رولكس الرائدة في صناعة الساعات الفاخرة إلى دخول سوق الساعات المستعملة، والذي تقدر قيمته بـ 20 مليار دولار سنوياً، والذي يشهد نمواً سريعاً في السنوات الأخيرة، نتيجة الإقبال المتزايد على الساعات الفاخرة وارتفاع أسعارها، مما يجعل هذه الصفقة خطوة مهمة في تاريخها والتزامها بالريادة في سوق الساعات الفاخرة، فهي معروفة بدمج شركاء موثوقين منذ فترة طويلة كما فعلت مرات عديدة من قبل ومن المرجح أن تستمر في القيام بذلك لذلك في المستقبل.
ومن الجدير بالذكر أن العلامتين التجاريتين عملتا معاً لأكثر من قرن من الزمان، وساهمت كل منهما في نجاح الأخرى، فمنذ أواخر العام الماضي، تم الإعلان عن Bucherer أيضًا كشريك رسمي لبرنامج رولكس للسيارات المستعملة المعتمدة وبهذا الاستحواذ تكتمل شراكتهما، مع التأكيد على أن Bucherer ستواصل العمل بشكل مستقل وتحت اسمها الخاص، سيكون التكامل فعالاً بمجرد حصول عملية الاستحواذ على الضوء الأخضر من سلطات الإكمال، وذكرت رولكس أيضًا أن العلاقة مع تجار التجزئة الرسميين الآخرين في شبكة مبيعاتها ستظل دون تغيير.
ومع ذلك، فمن المعروف أن رولكس تمتلك أيضًا علامة تيودور التجارية، والتي تعمل بالمثل ككيان مستقل مع مديرها التنفيذي الخاص ومصنعها في لو لوكل، ومع ذلك، فمن غير الواضح كيف سيؤثر استحواذ رولكس على بوشيريرا في تعاون رولكس مع تيودور، التي يجمعها تاريخ طويل من العمل مع رولكس منذ عام 1926 وحتى الآن.
هناك عدد من الاحتمالات المتوقعة، منها أن تسعى رولكس إلى دمج Tudor أكثر مع Bucherer، مما قد يحسن الوصول إلى ساعات Tudor ويعزز علامة Tudor التجارية، والاحتمال الآخر هو أن رولكس قد تترك Tudor تعمل ككيان مستقل، وهو ما يسمح لرولكس بالحفاظ على هوية تيودور الفريدة وفصلها عن رولكس الفاخرة، في النهاية، سيخبرنا الوقت كيف ستتطور العلاقة بين رولكس وشركائها، ومع ذلك، فمن الواضح أن هذا تطور مهم في صناعة الساعات، ومن المرجح أن يكون له تأثير كبير على كلا العلامتين التجاريتين.