في كل مناسبة ملكية رسمية، تتحوّل إطلالة كيت ميدلتون إلى لوحة فنية متقنة التفاصيل، تنسج فيها الأناقة مع الرمزية الملكية. ومن بين أكثر المجوهرات التي ارتبطت بها الدوقة، يبرز تاج Lover’s Knot العريق وأقراط Greville Chandelier المتدلية، اللذان لا يحملان فقط بريق الألماس واللؤلؤ، بل أيضًا تاريخًا طويلًا من العراقة والأناقة عبر الأجيال الملكية.
تاج Lover’s Knot Tiara (عقدة العاشق) – قطعة ملكية متوارثة
صُمم تاج “عقدة العاشق” عام 1913 خصيصًا للملكة ماري من قبل دار المجوهرات البريطانية العريقة Garrard & Co، مستوحى من تاج قديم تملكه جدتها، أميرة كامبريدج.
يتميّز التاج بتصميمه الكلاسيكي البديع. يتألف من 19 قوسًا من الألماس تتدلّى منها 19 لؤلؤة باروكية مشغولة من اللؤلؤ الشرقي الطبيعي. كل عقدة ( lover’s knot tiara) مرصّعة بجوهرة لامعة، ممّا يضفي تألّقًا مضاعفًا على التصميم. في الأصل، كان التاج يحتوي أيضًا على 19 لؤلؤة مثبتة في الأعلى، لكنها أُزيلت لاحقًا واستُبدلت بصف من الألماس لتعزيز البريق. يجمع التصميم بين الفضة والذهب بأسلوب نيديوكلاسيكي راقٍ، ويعكس التوازن بين الرصانة والفخامة. إجمالي عدد اللآلئ في التصميم الأصلي بلغ 38 لؤلؤة، ما يمنحه طابعًا ملكيًا خالصًا.
ورثت الملكة إليزابيث الثانية التاج، ثم أهدته إلى الأميرة ديانا، التي اشتهرت به، رغم أن وزنه الثقيل كان يسبّب لها الصداع أحيانًا. ومنذ عام 2015، أصبح هذا التاج الخيار الرسمي لكيت ميدلتون في المناسبات الكبرى، لترسّخ من خلاله ارتباطها الرمزي بأميرة القلوب.
أقراط Greville Chandelier – بريق العصور القديمة
تُعد أقراط “جرِفيل” النجفية من أفخم قطع المجوهرات في خزينة التاج البريطاني، وقد صُنعت من قبل دار Cartier في لندن عام 1918، ثم عُدّلت مرتين، عامي 1922 و1929، بإضافة أنواع مختلفة من الألماس، لتعكس تطور الذوق الملكي في المجوهرات. تحتوي الأقراط على ثلاث قطرات كمثرية ضخمة من الألماس لكل قرط، وتُعدّ من أبرز عناصر تصميمها. تضم أيضًا مزيجًا من أشكال الألماس المتنوعة: باجيت، بازار، bâton، زمرد، نصف-قمر، trapeze، ومربعات، في تناغم بصري دقيق. صُنعت من البلاتين، وهو معدن فاخر يعكس المتانة واللمعان، مع طول يقارب 7.5 سم، ما يمنحها حضورًا لافتًا تحت الأضواء. ورثتها الملكة الأم، وقدّمتها كهدية زفاف للملكة إليزابيث الثانية عام 1947، قبل أن تنتقل إلى كيت ميدلتون، التي ارتدتها مؤخرًا في عدد من المناسبات الدبلوماسية.
مناسبات بارزة ارتدت فيها كيت هذه المجوهرات:
في ديسمبر 2015، سجّلت كيت ميدلتون أوّل ظهور لها بتاج “عقدة العاشق” خلال حفل الاستقبال الدبلوماسي السنوي في قصر باكنغهام، لتُعيد ارتداءه مرة ثانية في المناسبة نفسها عام 2016، مؤكدة بذلك مكانته كخيارها الرسمي الأبرز. وفي يوليو 2017، اختارت التاج مجددًا لإطلالة لافتة في العشاء الرسمي على شرف ملك وملكة إسبانيا، مما عزّز ارتباط هذا التاج بإطلالاتها الملكية الرفيعة.
في الختام، لا تقتصر اختيارات كيت ميدلتون للمجوهرات على الجمال وحده، بل تتخطاها لتروي حكايات من التاريخ الملكي البريطاني، وتحمل بصمات نساء استثنائيات سبقنها في القصر. تاج “عقدة العاشق” وأقراط “النجفة” هما أكثر من مجرد زينة، إنهما رسائل بصرية عن الاستمرارية، الإرث، والانتماء إلى عائلة ملكية تجيد استخدام الرموز بذكاء وأناقة.