ساعةٌ تكتب الشعر بالتيتانيوم: تعاون بولغاري ومطر بن لاحج

هناك قطعٌ تُصنع لتُلبس، وقطعٌ تُصنع لتُخلَّد. وفي عالم الساعات الفاخرة، نادراً ما تجتمع الحِرَفية السويسرية مع الروح العربية في عملٍ واحد يستطيع أن يجسّد الزمن والفن والهوية في آنٍ معاً. هذا ما حدث تماماً مع ساعة Octo Finissimo، إصدار خاص بالتعاون مع الفنان الإماراتي العالمي مطر بن لاحج، التي كشفت عنها دار بولغاري خلال Dubai Watch Week، لتصبح واحدة من أكثر الساعات التي أثارت ضجّة في المنطقة والعالم. إنها ليست ساعة بل قطعة فنية محمولة، تحمل ملامح دبي كما لا يمكن لأي مدينة أخرى أن تُحفر على التيتانيوم.

فنّ يلتقي بالهندسة: سرّ التصميم الذي خطف الأنظار

في هذا الإصدار النادر، تستحضر بولغاري عبقرية مطر بن لاحج، الفنان الذي سطّر اسمه على واجهة متحف المستقبل بأحد أكثر الأعمال الكاليغرافيّة شهرة في الإمارات والعالم. وحين سُئل عن سرّ هذا التصميم، قال إن ما يميّز هذا العمل هو أنه ليس له شبيه. بين كل التصاميم التي تُستوحى من بعضها وتكرّر عناصر مألوفة، يأتي هذا الإصدار ليقدّم لغة بصرية جديدة تماماً. الخط العربي المنقوش بالليزر على العلبة والميناء والسوار، لا يُزيّن الساعة فحسب، بل يحوّل التيتانيوم إلى قصيدة ضوئية. كل خطّ فيها يمتدّ كجسر بين الهوية الإماراتية وروح التصميم الإيطالي. التقنية التي اعتمدها الفنان وهي تقنية النقش بالليزر ببناء لا محدود، احتاجت إلى شهرٍ من العمل الدقيق، لكن النتيجة جاءت كأن الزمن نفسه جُسّد في ضربات الضوء.

الروح الهندسية لدار بولغاري: لماذا مطر بن لاحج؟

يجيب Fabrizio Buonamassa، المدير الإبداعي لقسم الساعات في بولغاري، قائلاً إن اختيار مطر كان امتداداً طبيعياً لرمزية متحف المستقبل الذي يحمل توقيعه. فهو “الأب الروحي” لتلك الواجهة المدهشة، ولذلك بدا بديهياً أن يحمل هذا الإصدار الخاص لمسة الفنان نفسه، في ساعة تجمع بين الابتكار التقني والهوية الثقافية الإماراتية.

التحفة التقنية: جمالٌ يصعب أن يكون أرقّ

رغم حضور الفن في كل تفاصيل الساعة، إلا أن جوهر Octo Finissimo يبقى هندسياً بامتياز. فهي إحدى أرقّ الساعات الأوتوماتيكية في العالم، مع حركة لا تتجاوز سماكتها 2.23 مم، وعيار BVL 138 المزخرف يدوياً بتقنيات Côtes de Genève والتشطيب المشطوف وPerlage، وتعمل بتردد 21,600 ذبذبة/ساعة مع احتياطي طاقة يصل إلى 60 ساعة. العلبة بقطر 40 مم  وسماكة 5.15 مم فقط، مصنوعة من التيتانيوم المبرّد بالرمل، وهي مادة تجمع بين الخفة والقوة، فيما يمنح النقش العربي المحفور بالليزر على الميناء والسوار شخصية فريدة لا تتكرر. الساعة مقاومة للماء حتى 30 متراً، ومزوّدة بمشبك متكامل قابل للطي، وتاج من التيتانيوم بقاعدة من السيراميك الأسود. أمّا ظهر العلبة الشفّاف فيحمل توقيع مطر بن لاحج ورقم الإصدار المحدود في تذكير دائم بأن هناك فقط 70 شخصاً حول العالم سيحملون هذه التحفة. يبلغ سعرها 80,000 درهم إماراتي.

ختاماً، في عالم الساعات، قليلٌ من الإصدارات ينجح في أن يحكي قصة. لكن هذه الساعة تحكي أكثر من قصة:
تحكي عن دبي التي تبتكر، وعن الخط العربي الذي يتحرّك كنبضٍ مرسوم، وعن الحرفية السويسرية التي تعرف كيف تحتضن الروح العربية بلا أن تفقد هويتها. إنها ساعةٌ تتخطّى كونها آلة لقياس الزمن، إنّها احتفاءٌ بالزمن نفسه، وبالمدينة التي ألهمتها، وبالفنان الذي منح التيتانيوم لغة جديدة. وما بين الفن والهندسة، بين التراث والابتكار، تقف Octo Finissimo x Mattar Bin Lahej شاهدة على ولادة تحفة ستظل محفورة تماماً كما حروفها.

اشترك لتصلك النشرة الشهرية